رواية سل الغرام الفصل الثامن 8 - مريم غريب

الصفحة الرئيسية
الفصل الثامن 8 من رواية سل الغرام الجزء الثاني من رواية عزلاء أمام سطوة ماله بقلم مريم غريب
رواية سل الغرام بقلم مريم غريب
رواية سل الغرام بقلم مريم غريب

سل الغرام الفصل الثامن 8 بقلم مريم غريب بعنوان قرار صعب !

تخرج "سمر" من غرفة "فادي" و تغلق الباب خلفها بهدوء شديد كي لا توقظه... إذ أصرت ألا تتركه إلا بعد أن ينام

عدلت الهاتف على أذنها و هي ترد على زوجها بخفوت :

-معلش يا حبيبي. إنشغلت عنك بفادي و حتى ما لاحظتش إنك مشيت.. بس زي ما شوفت هو كان عامل إزاي و محتاجلي

يآتي صوت "عثمان" عبر السماعة رخيمًا لطيفًا :

-و لا يهمك يا قلبي. أنا ماحبتش أطول و لا أخليه يشوفني.. كانت لحظة حساسة أوي. المهم هو بقى كويس دلوقتي ؟

أجابته "سمر" و هي تتجه نحو المطبخ المستحدث :

-الحمدلله أعصابه هديت شوية و سبته ينام على ما أحضرله حاجة ياكلها.. إنت ممكن ترجع على العشا هايكون تمام

-لأ يا سمر مش هاينفع. أنا ورايا كذا حاجة لازم أنجزها إنهاردة.. بس كدا كدا جاي عشان أتفاهم مع أخوكي. ممكن بكرة أو بعده أكون عندكوا

-تنور و تشرف في أي وقت طبعًا.. تحب أطبخلك أكل معين ؟

عثمان بلهجة غزل :

-أي حاجة من إيدك يا بيبي هاكل صوابعي وراها من حلاوتها. كفاية نفسك فيها بس

ضحكت ""سمر" رغم كآبة الظروف و قالت :

-عمومًا هاعملك أكلة حلوة و بتحبها إنت أوي ! .. ثم سألته بإهتمام :

-أومال إنت فين كده ؟؟

-أنا في العربية. قدامي خمس دقايق و أدخل على القصر.. شوية و هاكلمك أوك ؟

سمر بحب : أوكي. بوسلي يحيى أوووي و ياريت لو تكلمني Video Call عشان أشوفه

عثمان بصوت به إبتسامة :

-حاضر ياستي.. هانكلمك Video Call إنتي تؤمري. يلا. باي يا بيبي !

-باي ! .. تمتمت "سمر" بإبتسامة عشق

ثم أغلقت معه

تنهدت و هي تتطلع إلى أدوات المطبخ من حولها، ثم بدأت تجمع على الفور مكونات الطبخة التي يفضلها "فادي" ...

__________________

في قصر "البحيري" ...

حانت ساعة الغداء، و جلس أفراد العائلة حول مائدة الطعام.. كانت "فريال" تهتم بإطعام الصغير "يحيى"

بينما "رفعت" و إبنته يتناولان في صمت ...

حتى ظهر "عثمان" فجأة عند مقدمة القاعة، كانت "هالة" أول من إنتبهت لحضوره، و في الحال أشرق وجهها بإبتسامة متيّمة

لاحظها "رفعت" فرمقها بإستغراب، ثم نظر نحو النقطة التي تنظر إليها ...

-عثمان ! .. هتف "رفعت" بلهجة مشحونة و قد حانت منه نظرة حانقة نحو إبنته

-مساء الخير !

تطلعت "فريال" إلى إبنها قائلة بإبتسامتها الرقيقة :

-مساء النور حبيبي. حمدلله على السلامة. تعالى. تعالى إتغدا معانا بقى

كان "يحيى" الذي جلس مستكينًا قبل لحظات فوق مقعده الخاص يهدل الآن بإبتهاج ما أن رآى والده ...

مد ذراعاه القصيرين نحوه و أخذ يركل بقدميه يريده أن يحمله، فيبتسم له "عثمان" و يمشي تجاهه قائلًا :

-Sorry يا فريال هانم. معلش أعذريني مش هقدر أتغدا معاكوا. أصلي لسا واكل حاجة خفيفة كده في الطريق. ممكن أنزل على العشا .. ثم مد يديه صوب إبنه الذي قفز نحوه بتلهف

ضحك "عثمان" و هو يربت على ظهر الصغير و يقبل جبهته المغطاة بشعره الكستنائي الكثيف

نظرت "فريال" إليه و قالت بضيق :

-عثمان إنت تقريبًا محدش بقى يشوفك في البيت ده. كأنك مش عايش معانا يا إبني.. ليه كده ؟!

شعر "عثمان" بنظرات "هالة" المتفرسة به و هو يرد على أمه بصوت تعمد الفتور و اللطف فيه :

-معلش يا ماما. إنتي عارفة أنا ببقى مشغول أد إيه و مش بلاحق على إلتزاماتي و مسؤولياتي إللي مش بتخلص. لكن أوعدك إني هاظبط مواعيدي عشانك و هاكون معاكي على السفرة دي 3 مرات يوميًا. و لا تزعلي يا ست الهوانم

و ركع على ركبته و هو يحمل صغيره مقبلًا خدها ثم يدها ...

قهقهت "فريال" و هي تهز رأسها قائلة :

-ما هو دلعك ليا ده طول عمرك هو إللي بيخليني أغفرلك و أتساهل معاك. فتبوظ خالص.. يا بكاش !

إبتسم لها "عثمان" و قال مداعبًا :

-لما إنتي ماتدلعيش. أومال مين إللي يدلع بس ؟ الموضوع مالوش علاقة بالبكش

و طبع قبلة أخرى على يدها الناعمة الطرية

فريال بإستسلام : ماشي يا عثمان. إللي تشوفه !

أطلق ضحكة قصيرة، ثم أعطاها الطفل ثانيةً و إنتصب واقفًا و هو يخاطب عمه بجدية :

-أنكل رفعت لو سمحت عاوزك في موضوع مهم بس بعد ما تخلص غداك. هستناك في المكتب

رفعت و هو ينظر إلى إبنته شزرًا :

-لأ يابني أنا شبعت خلاص. إستنى أنا جاي معاك !

و مسح يداه بالمنديل الصغير، ثم قام و لحق بـ"عثمان" فورًا إلى غرفة المكتب ...

تتبعته "هالة" بنظراتها الشغوفة، ما أن توارى عنها حتى إلتفتت نحو "فريال".. لتجد بأنها كانت تراقبها بتعبير غير راضٍ

لكنها تبسمت في وجهها و قالت متظاهرة بالتعب :

-طيب يا أنطي أنا كمان شبعت.. هاطلع أستريح في أوضتي شوية عشان حاسة بصداع جامد أوي. عن إذنك !

و قامت من مكانها فورًا، بينما تقول "فريال" بتمتمة خفيضة :

-إتفضلي يا حبيبتي !

و تباطأت "هالة" في سيرها أمام السيدة الجميلة، ثم ما لبصت أن إنطلقت إلى الأعلى قاصدة غرفة "عثمان" مباشرةً

حيث إختبأت هناك بركن مظلم في إنتظار مجيئه ...

__________________

-إنت إتجننت يا عثمان ؟!!! .. هكذا "صاح" رفعت بإبن أخيه مستنكرًا و هو يهب واقفًا من مكانه

-عايزني أجوز بنتي لواحد زي ده ؟؟؟

بقى "عثمان" جالسًا في سكينة و برود كما هو، رغم عبارة عمه الأخيرة التي إستفزته بطريقة ما، لكنه قال بهدوء و هو يشير له بذقنه :

-من فضلك يا عمي أقعد. إحنا لسا بنتناقش و أنا ماخلصتش كلامي

يجلس "رفعت" من جديد و هو يقول منفعلًا :

-كلام إيه ؟ هو ده كلام أصلًا ينفع يتقال ؟ طيب إنت و راجل لو روحت تتجوز متسولة محدش هايجيب سيرتــ آ ا ...

-عمــــــي ! .. صاح "عثمان" مقاطعًا بغضب مستطير

مد جسمه للأمام و أصاب سطح الطاولة بقبضته العنيفة مستطردًا بنفس الأسلوب الذي أجفل "رفعت" :

-من فضلك إلزم حدودك و إنت بتتكلم على مراتي و أهلها. دي مابقتش مراتي بس. دي أم إبني. عارف يعني إيه ؟ إللي يمسها بكلمة أزعله.. أزعله أوووي كمان مهما كان مين. ثم إنها مش أقل من مستوانا لا هي و لا إخواتها. من يوم ما إتجوزتني بقت من نفس المستوى. بقت مرات عثمان البحيري. يعني ماينفعش خااالص و مش مقبول تتكلم عليها إنت أو غيرك بطريقة زي دي !!!

عبس "رفعت" و هو يرد عليه بلهجة خاضعة ضايقته :

-آسف يا عثمان أنا طبعًا مقصدش إهانة لمراتك لا سمح الله.. أنا كل إللي عايز أقوله بس. أخوها ماينفعش بنتي. لأسباب كتير أوي

و نظر له قائلًا بخيبة أمل :

-أنا كنت فاكرك إنت إللي هاتطلب تتجوزها !

تنهد "عثمان" بعمق و إسترخى فوق مقعده من جديد، لكنه قال بإقتضاب حاد :

-هالة ماتناسبنيش يا عمي. لا في الأول و لا دلوقتي و لا حتى بعدين.. Plus إني Already متجوز. هافكر في الجواز تاني ليه و أنا مرتبط بواحدة بحبها و مريحاني

-مريحاك ! .. علق "رفعت" بسخرية

أكد له "عثمان" معاندًا :

-أيــوة مريحاني. و من ساعة ما دخلت حياتي و هي ماليا عنيا أوي لدرجة إني مش شايف ست غيرها رغم علاقاتي الكتيرة جدًا قبل ما أعرفها .. ثم قال بجدية :

-سمر قدرت تعمل إللي مافيش واحدة قدرت تعمله معايا.. خلتني أحبها !

إلتوى ثغر "رفعت" بإبتسامة متهكمة و هو يقول :

-ربنا يهنيكوا ببعض ! .. و أضاف بغيظ :

-بس أنا بردو مش موافق على أخو مراتك. و أعتقد هالة مش هاتوافق بردو

عثمان ببرود : سيب مشكلة رفض هالة دي عليا أنا. المهم إنت.. إيه وجه إعتراضك ؟ فادي راجل متعلم و مهندس. و كان بيشتغل في مكان كويس و بيكافح. يعني مافيش بعد كده. ده لقطة بالنسبة لهالة أساسًا. و إذا كان على ظروفه المادية أنا طبعًا مش هاسيبه كده. هاظبطله حاله كله و هايبقى زي ما إنت عايز بالظبط

تآفف "رفعت" قائلًا بضيق شديد :

-يابني و الحادثة إللي حصلتله طيب. أفرض أنا وافقت.. هالة هاتقول إيه ؟ خصوصًا و إنت لسا قايلي على نيتك إنك عايز الجواز ده يدوم و مايبقاش فيها محلل. بنتي هاتعيش إزاي مع واحد عاجز زي ده طول عمرها و الناس مش هاتسيبها في حالها !

كز "عثمان" على أسنانه مغالبًا عصبية مكبوتة بصدره ...

أطفأ السيجارة التي كادت تحرق أصابعه، ثم نظر إلى عمه مجددًا و قال بصرامة :

-بص يا عمي. من الآخر.. حتى لو هالة ماتجوزتش فادي. أنا إستحالة هاقبل إنها ترجع لمراد بأي شكل. و ده مش عشانها. لأ عشان صاحبي. بنتك مابتحبوش و مراد ده أكتر من أخويا. أنا مارضاش يعيش مع واحدة بتخدعه طول الوقت و بضايقه. دي حتى مخلفتش منه رغم إنهم متجوزين بقالهم سنتين و نص. و ده دليل على إنه مش في حساباتها أصلًا و كانت وخداه تحصيل حاصل. و في كل الأحوال أنا برا الموضوع ده و عمري ما هغير نظرتي ليها كأخت. يعني فرصتها المضمونة في إيدينا لحد دلوقتي. لو حضرتك رفضت و صممت ماتتجوزش إلا واحد زينا مستوى و إبن ناس مش هاتلاقي غير يا كبار السن زيك كده أو القمارتية إللي عايشين يصرفوا في فلوس و مقضينها كل يوم مع واحدة شكل. أصل ماتأخذنيش يعني.. بنتك مش فرز أول. و إن كان فادي عنده نقص فهو يناسبها جدًا و الله !

قطب "رفعت" جبينه ممعنًا التفكير بكلام "عثمان".. و لو أنه ضايقه أن يسمع من هذه الحقائق المخزي بعضها ...

-ها قلت إيه ؟!

ينظر "رفعت" إليه مطبقًا فاهه بشدة، ليس بقادرًا على النطق بقرار... فما أصعب القرار في شأن حساس كهذا !!!!

_________________

يصعد "عثمان" إلى غرفته.. بعد إنتهاء حديثه الخاص مع عمه و الوصول إلى نتيجة أخيرًا

كان عازمًا على الإغتسال أولًا، ثم الذهاب إلى غرفة أمه حتى يلبي طلب زوجته و يهاتفها هو و إبنه صوت و صورة.. و بالفعل قام بتحضير بعض الملابس و كاد يتجه بهم نحو الحمام

إلا أن شيئًا ما إستوقفه فجأة !!
google-playkhamsatmostaqltradent