Ads by Google X

رواية بعض الهوى إثم الفصل السابع 7 لسارة علي

الصفحة الرئيسية
الفصل السابع من رواية بعض الهوى إثم بقلم الكاتبة العراقية سارة علي الفصل كامل عبر مدونة دليل الروايات (deliil.com)
رواية بعض الهوى إثم بقلم سارة علي
رواية بعض الهوى إثم بقلم سارة علي

 رواية بعض الهوى إثم الفصل السابع 7 بقلم سارة علي 

أعظم انتقام في العلاقات هو التجاهل ...
وهو يتجاهلها بشدة ...
وقلبه أيضا يتجاهلها ...
لما لا وهي لا تستحق الاهتمام ... ؟!
سيكون كاذبا إن قال انها ما زالت تملك نفس الحيّز في قلبه ...
هو لم ينسها بعد ولكنها لم تعد مثلما كانت ...
هذه حقيقة لم تزعجه بتاتا بل حقيقة سعى اليها وتمناها ...
كان واقفا في شرفة غرفته كعادته يدخن سيجارته ... يفكر بكل ما مر به وما زال يمر به ... يشعر أنه محاصر من الجميع ... وقيد أنامل الجميع ....
نفث دخان سيجارته عاليا عندما شعر بحركة خفيفة تقترب منه ...
التفت نحوها ببطء قبل أن يتأملها مليا .... لم يتحدث بل ترك له حرية بدء الحديث ....
" مالك ..؟!"
سألته بنبرة هادئة غريبة ليتنهد بقوة محررا من صدره أنفاس ثقيله قبل أن يرد بجدية :
" تعبان شوية ....."
استدارت نحوه تتأمله مليا ليهتف بها بنبرة ذات مغزى :
" ايه ..؟! مش هتعالجيني يا دكتورة ...؟!"
نظرت له بنصف عين وهو تفكر بإنه يسخر منها او ربما يعبث قليلا معها ...
" مانت زي البوبم اهو ..."
استنكر ما قالته بسرعة :
" مين قال ...؟! التعب مش ضروري يكون فالجسم ... ممكن يكون فالروح ..."
رمقته بنظراتها من أسفل أهدابها قبل أن تجيبه :
" معاك حق بس انا بشتغل عالمرض العضوي مليش فالتاني ...."
كان يود أن يصرخ بها بأنه بحاجة الى الثاني الان ... بحاجة لها لأن تكون دواء لداء روحه العليل ... بحاجة لأن تشفيه من جرح ما زال ينخر قلبه وروحه لكنه التزم الصمت واخذ ينظر الى السماء فوقه بملامح مبهمة ...
" مش هتنام ....؟!"
سألته وهي تتثائب ليرد عليها :
" لسه بدري عالنوم ...نامي انتي لو عايزة ..."
كانت تعلم أنه لا ينام سوى ساعات قليلة حيث يبقى طوال الليل يتقلب في السرير دون أن يغمض له جفن ...
تجاهلت صوت قلبها الذي يطلب منها الإصرار عليه لينام الأن واتجهت الى السرير لتنام عليه قبل ان تتهور وتفعل ما يمليه عليها قلبها دون أن تدرك سبب ما تشعر به ...
.........................................................
نحن لا ننضج بمرور السنين ولكننا ننضج بالمواقف والصدمات التي نتعرض لها ...
تلك حقيقة ثابتة عليك أن تؤمن بها ..
وهي نضحت بسرعة وكبرت أعواما كثيرة بعدما سيطرت عليها صدمة معرفة حقيقتها ...
فصدمتها كانت أقوى من أن تحتمل ...
وبالتالي ظهرت أعراضها واضحة عليها ...
هي نضجت ايضا ... نضجت وباتت تفهم كل شيء ....
نضجت لدرجة أنها تجاهلت حب يوسف الواضح لها وهي تعرف جيدا بأن والدته لن تقبل بها ... وهي لن تضع نفسها في محل خيار غير متاح ...
ولجت كارمن الى غرفة الطعام لتجد والديها هناك كالعادة ... ألقت تحية الصباح وجلست بجانبهما وشرعت في تناول طعامها حينما تحدث والدها قائلا :
" اخبار دراستك ايه يا كارمن ...؟! بقالك كتير متكلمتيش عنها ...."
أجابته وهي تتوقف عن تناول طعامها :
" كويسة ..."
" بس كدة ...؟!"
اومأت برأسها وهي تنهض من مكانها وتحمل حقيبتها متجهة خارج المكان ... ركبت سيارتها وأغلقت الباب عليها وهناك انهارت لوحدها .. سمحت لدموعها بالهطول ... من الصعب عليها أن تعامل والديها بهذه الطريقة ... لكنهما لم يعدا والديها ... وهي عليها أن تفهم هذا ... مسحت دموعها بأناملها وشغلت سيارتها لتتجه الى جامعتها ...
اما في الداخل قالت نادية :
" شفت بتعاملنا ازاي ... بتتعامل معانا كأننا اتنين غريبين عنها ..."
اومأ كارم رأسه مؤكدا ما قالته نادية ثم ما لبث أن قال محاولا طمأنتها :
" اهدي يا نادية ... تصرفات كارمن طبيعية بعد اللي عرفته ..هي بس محتاجة وقت تفوق فيه وتفهم اننا خبينا عنها عشان مصلحتها .."
" وقت ...!! انا لسه هستنى وقت ... بنتي بتضيع من ايدي وانت عايزني استنى ...."
" متقوليش كدة يا نادية ... بنتك مش هتضيع من ايدك ولا حاجة ... حاولي تطمني .."
قالها وهو يربت على يدها لترفع عينيها الى السماء برجاء خالص ...

رواية بعض الهوى

استيقظت ايلين من نومها لتجد عاصي ما زال يغط بنوم عميق ... أخذت تتأمله عن قرب بملامح منتشية ... ثم مدت يدها لتلمس لحيته النامية ... شعور غريب بالسعادة طغى عليها ... شعور لم تفهمه لكنه أخافها ... فكيف للسعادة أن ترتبط برجل مثله ...؟! رنين هاتفه أيقظها من أفكارها فتراجعت مذعورة الى الخلف بينما استيقظ هو من نومه وحمل هاتفه مجيبا على المتصل غير منتبها لما كانت تفعله ...
جاءها صوته البارد وهو يقول بإقتضاب :
" ماشي ... هاجي خلال يومين ...."
ثم أغلق الهاتف والتفت إليها قائلا بحسم :
" احنا لازم نروح إيطاليا بكره ..."
سألته بحيرة :
" مش قلتلي بعد عشرة ايام ...."
أجابها موضحا السبب :
" فرع الشركة هناك محتاجيني ضروري ... مقدرش استنى عشرة ايام ...."
ثم نهض متجها الى الحمام تاركا اياها تتابع أثره بحيرة وترقب ....
.................................................................
توجه عاصي نحو والدته تتبعه إيلين ... ما ان وصل اليها حتى قال بلهجة جادة :
" انا حجزت عشان نروح إيطاليا بكرة ...."
سألته جيهان بتعجب :
" بكرة ....؟! مش كان المفروض بعد عشرة ايام ....؟!"
اومأ عاصي برأسه وقال :
" اضطريت اروح بكره بسبب مشاكل فالشغل هناك .... "
ثم أكمل مشيرا الى ايلين الواقفة بجانبه :
" متنسيش تجهزي نفسك عشان هتجي معايا ...."
تحرك بعدها متجها الى الطابق العلوي بينما جلست ايلين بجانب جيهان وقالت بنبرة متذمرة :
" انا مش عايزة اروح معاه .... مش عايزة ...."
ابتسمت جيهان لها وقالت :
" معلش يا ايلين ... لازم تروحي معاه ... صدقيني هتتبسطي..."
عقدت ايلين حاجبيها وقالت بإستنكار :
" هتبسط ... لا مهو باين ..."
ضحكت جيهان بقوة وقالت بتأكيد :
" صدقيني هتتبسطي ... ."
اما عاصي فقد صعد الى الطابق العلوي ينوي التوجه الى غرفته حينما مر من أمام غرفة ياسمين ... لا يعرف لماذا وجد نفسه يتجه الى غرفتها ويفتحها ... بالتأكيد ليس رغبة منه للاطمئنان عليها وإنما لمعرفة ما تفعله ... فتح الباب على مهل وتوجه الى الداخل ليجدها نائمة في سريرها بعمق ... هم بالتحرك خارجا من الغرفة لكنه تسمر في مكانه وهو يلمح علب من الأدوية موضوعة بجانبها ... حمل أحدهم وأخذ ينظر اليه ليعرفه على الفور ... انه احد مضادات الاكتئاب التي كانت تأخذه والدته بعد وفاة والده ... جن جنونه ولم يشعر بنفسه الا وهو يوقظها من نومها ....
لتستيقظ ياسمين مفزوعة قبل ان تنفرج أساريرها ما إن رأته أمامها ....
كادت أن تسأله عن سبب وجوده بسعادة سرعان ما انطفأت وهي تجده يجذبها بعنف ويسألها عن علب الدواء :
" الدوا ده بيعمل ايه عندك ...؟!"
تلعثمت في جوابها قبل أن تبدأ دموعها بالهطول ليصرخ بها بغضب :
" متتنيليش تعيطي .... انتي تجنني عشان تاخدي الحبوب دي ... يعني فوق كد مصايب ربنا طلعتي مريضة .."
اخذت تبكي وهي تترجاه ان يسمعها ليأخذ نفسا عميقا محاولا تهدئة نفسه ثم قال بلهجة نارية :
" انطقي .... عايزة تقولي ايه ...؟!"
أجابته من بين دموعها :
" انا فعلا مريضة ... وباخد الأدوية دي كعلاج ليا .... انا بعاني من اكتئاب شديد .... ومشاكل نفسية كتير ..... وكنت براجع عند دكتورة وهي وصفتلي الادوية دي ..."
لم يبال بدموعها وهو يهتف ببرود :
" والدكتورة دي مقالتش ليكي انوا الأدوية دي بتأثر عالجنين وتعمل ليها تشوهات ..."
" انا مرحتلهاش بقالي فترة ...من ساعة الي حصل ... عاصي انا بعاني بجد .... انا بموت كل يوم بسبب اللي عملته ..."
ثم نهضت من مكانها واقتربت منه قائلة بلهجة حارة :
" انا عانيت بطفولتي اوي ... بسبب ابويا وعمايله فيا وفوالدتي ... ده خلق عندي مشاكل كتير ... خلاني معقدة ... عاصي اديني فرصة اتكلم معاك ونتفاهم لو مش عشاني يبقى عشان ابننا ..."
قبض على شعرها من الخلف وهتف بنبرة قوية حادة :
" لو فاكرة انوا اللي عرفته عنك هيبرر ليكي فعلتك الحقيرة تبقي غلطانة ... دي حاجة ودي حاجة .."
" يعني مش هتسامحني ..؟!"
والجواب جائها متهكما باردا كبرود قلبه الذي أحبها يوما :
" عمري مهسامحك ... "
ثم حررها فجأة لتسقط على السرير خلفها فأشار اليها بنبرة محذرة :
" الحبوب دي اياك تاخديها مرة تانية ... انا مش عايز ابني يطلع مشوه او معاق ... "

بقلم الكاتبة سارة علي

جلست كارمن في المكتبة وهي تقلب ببعض الكتب دون تركيز ... زفرت أنفاسها بقوة فهي حقا لم تستطع التركيز بأي شيء ... تركيزها بأكمله منحصر بوالديها وتصرفها الاخير معهم ....
" كارمن .."
التفتت نحو الخلف لتتفاجئ بيوسف أمامها ... نهضت من مكانها بسرعة وقالت بعدم تصديق:
" يوسف ... انت بتعمل ايه هنا ...؟!"
" ممكن نتكلم ...؟!"
أجابته بضيق واضح :
" انا مشغولة شوية ..."
الا انه كان يريد ان يضع حلا لما يحدث فقال بإصرار :
" هنتكلم يا كارمن... هنتكلم وهعرف انتي بتعامليني بالطريقة دي ليه ... لو كل ده عشان اعترفت ليكي بحبي ... اعتبريني مقولتش حاجة .... بس لو كان فيه سبب تاني يبقى من حقي اعرفه ..."
نظرت كارمن له بحيرة ثم قررت أن تكون شجاعة وتتحدث بجدية وصراحة تامة فهي اعتادت على الصراحة في جميع امور حياتها :
" ايوه فيه سبب تاني ...."
" ايه هو ...؟!"
سألها بلهفة وترقب لتجيب :
" فيه اننا منفعش لبعض يا يوسف ... فيه اني انا لقيطة ... دي حقيقتي اللي انت بتحاول تهرب منها ..."
" مين قال اني بهرب منها ..؟"
ابتسمت ساخرة وقالت :
" عاوز تقنعني انك قادر تواجه المجتمع بيا ...."
لكنه رد عليها بقوة غريبة:
" ايوه قادر ... عشان بحبك ... "
صمتت ولم تعرف بماذا تجيب ليقترب منها اكثر ويسألها :
" وعايز اعرف دلوقتي انتي بتحبيني ولا لا ...؟؟"
" لسه بدري عالكلام ده يا يوسف .. احنا منعرفش بعض كويس ..."
قالتها محاولة التهرب منه ليهتف بقوة :
" خلاص نتعرف على بعض ...."
ثم مد يده لها معرفا عن نفسه :
" انا يوسف ....وانتي ...؟!"
اجابته وهي تبتسم :
" كارمن ...."
ليبتسم لها بحب ومشاعر صادقة نابعة من اعماق قلبه ...
........................................................
جلست إيسل بجانب رؤوف وهي تقول بسعادة :
" انا مبسوطة اوي فالرحلة دي يا رؤوف ... حقيقي مبسوطة ..."
نظر إليها بنصف عين وقال :
" اشمعنا مبسوطة للدرجة دي ...؟!"
مطت شفتيها وقالت :
" مش عارفة ... بس من امبارح وانا حاسة براحة غريبه ... كأنه كانت فيه حاجة قوية مضيعة تركيزي وراحت ..."
" يمكن الحاجة دي ليها علاقة بالدكتور طارق ...؟!"
قالها بضيق لم تنتبه له وإنما انتبهت لمحتوى الجملة نفسها فنهضت من مكانها وقالت بجزع :
" ايه اللي بتقوله ده يا رؤوف ...؟! ايه علاقة دكتور طارق باللي انا فيه ...؟!"
حاول رؤوف إصلاح موقفه فقال :
" قصدي يعني عشان حليتي الخلاف اللي بينكم وده كويس ليكي هو فالنهاية أستاذك ومينفعش الخلاف اللي بينكم يزيد عن حده ..."
عادت وجلست بجانبه وقالت بعدم اقتناع :
" ممكن بردوا ..."
ثم فجأة نهضت من مكانها وقالت :
" انا هروح العب فالبحر ..."
ليرد رؤوف :
" تاني ... هتلعبي تاني يا إيسل ... انتي مش بتحرمي..."
أخرجت له لسانها وقالت :
" لا مش بحرم ..."
ثم سارت متجهة نحو البحر حينما لمحت طارق يسبح فيه بمهارة ...
وقفت أمام امواج البحر العالية تتابعه وهو يسبح ليخرج بعد فتره قصيرة ويتجه نحوها بشكل أربكها ...
" عايزة تنزلي مش كده ...؟!"
اومأت برأسها فأكمل :
" بس خايفة ...."
لترد عليه بسرعة :
" مبخفش ..."،
ابتسم لها :
" عارف ...."
" عارف ايه ...؟!"
ارتبكت ملامحها كليا وهي تسأله ليجيبها بثقة :
" عارف انك مبتخافيش ..."
احمرت وجنتاها لأول مرة بينما حاول هو أن يبعد أنظاره عنها حينما فوجئ بأجدادهم تقترب منه وتحتضنه من الخلف وهي تهتف :
" وحشتني يا طارق ...."
حاول إيسل أن تستوعب ما حدث بينما التفت طارق نحو الفتاة ليهتف بدهشة ....
" مرام .... بتعملي ايه هنا ...؟!"
" جيت انا والعيلة نصيف كم يوم هنا ...."
اجابته ببساطة بينما قالت ايسل بإحراج :
" عن إذنك يا دكتور ،..."
ثم رحلت بسرعة دون ان تنتظر منه تعريفا لتلك الفتاة ..
google-playkhamsatmostaqltradent